بدائل العقاب البدني
أساليب تعديل السلوك( بدائل العقاب البدني )
يرتبط ظهور سلوك ما بدافع قوي يدفع إلى ممارسة هذا السلوك ويخدم وظيفة أو عدة وظائف لمن سلكه ؛ والسلوك الجيد هو المقبول على صعيد الفرد أو الجماعة ، وأما السلوك السيئ فهو المرفوض على الصعيد نفسه ، ومن هنا تظهر الحاجة إلى تعديل السلوك إن كان من وجهة نظر الشاهد عليه مرفوضا ، وقد يكون الشاهد على السلوك معلما أو والدا أو شرطيا أو حتى عابر سبيل ؛ فتختلف ردة فعل الشاهد من حيث الحدة في مواجهة السلوك المرفوض أو الخاطئ ، والبدائل التالية هي بمثابة حلول تربوية دبلوماسية لمشكلات سلوكية اعتاد الناس على مواجهتها بأساليب عقابية تنال من إنسانية الإنسان دون أن يراوح السلوك مكانه ؛ بل يمكن لهذا السلوك أن يأخذ مسارا غير مألوف وخطير نتيجة للطريقة الخاطئة في التعامل معه ، فقد نمارس عقوبة الضرب المبرح على طالب نسي قلمه ، فيلجا هذا الطالب إلى سرقة قلم زميله هروبا من العقاب ، حينها ندرك( أو يجب أن ندرك ) أننا قدّمنا للمجتمع مشروع لِصّ محترف تلقّى تدريبه الأولي على السرقة في المدرسة ! ، وقد نعاقب طفلا على تبسمه في الحصة فيأبى الذهاب إلى المدرسة في اليوم التالي بما يسوقه لذويه من مبررات ( كالمرض) فنكون قد ساهمنا بتسرب طفل من المدرسة وألقينا به في الشارع لينضم إلى قائمة المشرّدين في طفولتهم ، والعاطلين عن العمل في كبرهم، والعالة على المجتمع في شيخوختهم.
الاستراتيجيات التالية تمثل بدائل تربوية للتعامل مع كل ما يمكن أن يصدر من سلوكات خاطئة ، حدة السلوك ودرجة تكراره ومكانه وزمانه والظروف المحيطة به ودرجة تأثيره، تمثل مع غيرها معايير واعتبارات تؤخذ بعين الاعتبار في مواجهة السلوك بالإستراتيجية المناسبة .
1- الإطفـاء : وتقوم فكرة الإطفاء على التعزيز ؛ فالسلوك الذي يعزز يكون قابلا للتكرار ، وأما السلوك الذي لم يتبع بالتعزيز فتقل درجة ظهوره ويختفي ؛ وهي قائمة على الامتناع عن تقديم أي تعزيز للسلوك السلبي ؛ والإطفاء إجراء تربوي لتقليل السلوك غير المرغوب. ومن المهم في الإطفاء تضمينه بعض التعليمات كأن توجه كلاما للطلبة في كل مرة تحافظون فيها على النظام نخرج في جولة حول المدرسة/ في كل مرة تأتون فيها مبكرين إلى المدرسة اقلل من الواجبات البيتية المعطاة لكم . والإطفاء كذلك يقوم على تجاهل الفعل السلوكي وكأنه غير موجود، ويستخدم هذا الأسلوب في تعديل السلوك السيئ لدى الطفل، كتعوده على الصراخ حين يطلب من أمه شيئاً، فحين تجيب طلبه فهي تعزز هذا السلوك فيستمر بممارسته، وحين تتجاهله يزول الربط لديه بين المثير والسلوك، فيشعر أن الصراخ لن يفيده فيكُفّ عنه.
2- التشكيـل : ويقصد بالتشكيل اللجوء إلى تعليم سلوكات جديدة مرغوبة غير موجودة أصلا، أو أنها ذات صلة بسلوك ظهر الآن ويقترب بشكله ودافعه من السلوك المراد تشكيله ،
على أن يتم دعم السلوك الجديد بالتعزيز المادي أو المعنوي من اجل المحافظة على استمراريته.
والاستخدام الفعال للتشكيل يتطلب التدرج في تشكيل السلوك إلى أن نصل إلى السلوك النهائي المرغوب. ومن الأمثلة على ذلك المشاركة في الأنشطة الصفية حيث يستوجب الانتقال تدريجياً وبشكل منظم من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر إلى أن يتم الوصول إلى السلوك النهائي وهو الإقبال على المشاركة في الأنشطة الصفية باستمرار حيث يتم تعزيز أي مبادرة من الطالب تدل على المشاركة مهما كانت بسيطة . ومن ذلك التعامل مع ضعف الشخصية لدى بعض الطلاب حيث يتم تكليفه بمهمات صغيرة ينال عليها التعزيز، كان يرتب طاولة العمل ثم يوزع بعض الأدوات على زملائه ثم يخرج لإحضار ممحاة للسبورة من الصف المجاور ، وهكذا يتم تعزيزه في كل مرة إلى أن نصل به إلى السلوك النهائي وهو القدرة على مواجهة الآخرين والانخراط في مجتمعه الطفو لي المحيط .
3- الإشباع: يعتمد أسلوب الإشباع على تقديم المعززات المرتبط بالسلوك المراد تعديله بطريقة متواصلة مستمرة لفترة زمنية محددة إلى أن يتم الكف عن ممارسة السلوك ، ويعني ذلك أن تشبع حاجة الفرد في ممارسة السلوك غير المرغوب فيه حتى يمل ويكره الشيء الذي أحب ممارسته ، ومن الأمثلة على ذلك النظر عبر النافذة أثناء تنفيذ الموقف التعليمي التعلمي ، فيتم السماح للتلميذ بالوقوف والاقتراب من النافذة والنظر من خلالها لفترة محددة حتى يتوقف التلميذ عن ذلك ، أو أن يطلب من احدهم الاستمرار في الطرق على مقعده حتى يكون مكروهاً ومزعجاً له، فيقلع عنه أو يقلل منه ويتوقف لوحده، ومن ذلك رغبة احد الطلاب في الاستحواذ على الكرة في حصة الرياضة فيعْمَد المعلم إلى إيقاف اللعب وإعطاء الكرة للطالب المستحوذ حتى يلعب وحدهن فيستمر باللعب وحده ثم يتوقف ويطلب من المعلم إدخال بقية زملائه للّعب معهم .
4- التنفير: يعتمد هذا البديل على الاشراط المضاد ، حيث يتم الربط بين السلوك المراد تعديله وبين منفّر يَظْهَر بظهور السلوك غير المرغوب ، فيؤدي ذلك إلى ترك الاستجابة للسلوك الخاطئ ، ومن الأمثلة على ذلك التعامل مع طالب لم يحضر قلما فيعطى قلما غير صالح للكتابة أو انه صعب البَرْي ، ومن ذلك نقل الطالب من مكانه نتيجة تحدثه مع زميله ومن ذلك كتابة اسم الطالب المخالف على لوحة خاصة لحظة قيامه بالسلوك الخاطئ.
5- توفير المهمات المتنافرة: يعتمد هذا الأسلوب على مواجهة السلوك السلبي بآخر ايجابي يفوقه قوة ويختلف عنه ، ومن ذلك تكليف الطالب الذي يعبث بأدواته أثناء الشرح بالإجابة على سؤال ما ، أو تكليف الطلبة بواجب إضافي أثناء قيام المعلم بمهمة متابعة حلول الطلاب لمسائل معينة .
6- تغيير منبهات السلوك : ومنبهات السلوك هي جملة المتغيرات التي تؤدي إلى ظهوره ، ويتوقف توظيف هذا الأسلوب على الإحاطة بتلك المنبهات وضبطها ، فوجود قارورة المياه أمام الطالب تشجعه على الشرب منها ومناولتها لغيره من الطلبة فتعمّ الفوضى ، ووجود الأدوات والقرطاسية أمام الطلبة في حصة الرياضيات يدفعهم إلى العبث بها وتشتت انتباههم، ووجود جهاز المعلم الخلوي على طاولة العمل يدفع الطلبة إلى المقارنة بين أجهزة ذويهم الخلوية وجهاز معلمهم فيكثر الحديث الجانبي ؛ فان ابعد المعلم كل تلك المنبهات حاز على صف منضبط وإلا عمّت الفوضى المكان ؛ فحذف المثير يعني حذف الاستجابة .
7- التصحيح الزائد: وتشير هذه الإستراتيجية كبديل للعقاب إلى إحلال السلوك الايجابي محل السلوك السلبي وصولا إلى السلوك المثالي أو وصولا إلى إعادة الوضع إلى أحسن مما كان عليه ،ومن الأمثلة على ذلك قيام احدهم بإلقاء النفايات بالقرب من سلة المهملات فيطلب منه جمع النفايات كلها ووضعها في السلة ، ومن ذلك إلزام من أخطأ في كتابة كلمة إملائية بكتابتها عدة مرات بشكل صحيح .
8- التلقين والإخفاء: تمثل إستراتيجية التلقين والإخفاء إجراءا مباشرا ولحظيا في مواجهة سلوك ما، وتستمر عملية التلقين ثم الإخفاء إلى أن يتم الوصول إلى ممارسة السلوك الايجابي بشكل تلقائي من جانب المتعلم ، والتلقين إما أن يكون لفظيا كتلقين الطفل وتعليمه بعض العبارات الايجابية كقوله شكرا أو لو سمحت أو تفضل وقد يكون بالإيماء كإشارة باليد أو بالاقتراب. وأما الإخفاء فيكون من خلال الانتقال من مرحلة التلقين إلى مرحلة يقل فيها استخدام اليد أو اللسان في الإشارة إلى السلوك المستهدف، وتستبدل بالإشارة بالإصبع، ويستبدل الصوت المرتفع بالصوت المنخفض، ويتم اللجوء إلى لغة العيون وقسمات الوجه في التعبير عن الرضا أو الغضب من السلوك فيعتاد بذلك الفرد ممارسة السلوك الحسن تلقائياً كان يقول في كل مرة يريد فيها أن يطلب شيئا : لو سمحت .
9- التعاقد السلوكي: تمثل هذه الإستراتيجية عقدا أو اتفاقية مشروطة وموثقة بين المعلم وطلبته وتظهر في بنودها الاستجابات المطلوبة كما تظهر المعززات المناسبة التي يضعها المعلم بالاتفاق مع طلبته، وقد تكون الاتفاقية غير مكتوبة ؛على أن تكون السلوكات أو الاستجابات معقولة وكذلك المعززات ، وان تتبع السلوك المستهدف مباشرة ، ومن السلوكات التي تعالج بهذه الإستراتيجية : التخريب المتعمد للأثاث المدرسي أو البيئة الصفية المادية،التأخر ، التغيب، عدم أداء الواجبات ...... .
10- مبدأ بريماك Bremack/ قانون الجدة : قانون بريماك أو قانون الجدة من الأساليب السهلة التي يكثر الآباء من اللجوء إليها، وقد يلجا إليها المعلم في التعامل مع طلبته ، وتقوم فكرة هذا القانون على ربط المثير بالاستجابة ، فان جلس الطفل هادئا أخذته أمه معها إلى السوق ، وان جاء التلاميذ مبكرين حظوا بحصة العاب من المعلم. وقانون بريماك مرتبط بما يطلبه التلاميذ من معلمهم أو الأطفال من أمهاتهم ، فان طلب التلاميذ من معلمهم الخروج إلى الساحة لاستنشاق الهواء ؛ قال لهم نحفظ الأنشودة أولا ثم اخرج بكم، وان طلب الطفل من أمه أن يشاهد" طيور الجنّة " قالت له : رتب سريرك أولا ثم ادعك تشاهد ما تريد.
11- التعزيز السلبي : واستراتيجية اتعزيز السلبي قريبة في فكرتها من قانون الجدة أو مبدأ بريمكاك وهو على النقيض من العقاب بل لا يمت للعقاب بصلة وان اختلط الأمر على الكثيرين ويكفي للتفريق بين العقاب و التعزيز السلبي أن الأول يترك أثرا قد يعصف بشخصية المعاقََب وربما المعاقِب على ما الحق من أذى بالمعاقب . ولعل من العقاب ما يكون بدنيا أو نفسيا كالاستهزاء والاحتقار أما في التعزيز السلبي فلا يكون إلا أن يحل السلوك الايجابي محل السلوك السلبي دون تعنيف أو تهديد أو تحقير . ومن أمثلة التعزيز السلبي أن ينقل طالب يكثر من التحدث مع من بجواره من مكانه في مقدمة الصف إلى مقعد في الصفوف المتأخرة من الصف ، ومن الأمثلة أيضا حرمان الطالب من المشاركة في لجنة صفية نتيجة مخالفته نظام اللجنة . ومن المفيد أن نعيد الطالب إلى مكانه في الوقت الذي نرى فيه تعديل سلوكه، وان نعيد الآخر إلى لجنته إذا لاحظنا التزامه بالنظام خلال فترات محددة.
12- تكلفة الاستجابة: وهي إستراتيجية قائمة على فكرة سحب ما كان يتمتع به الشخص المخالف من امتيازات (معززات ) أو بعض مما كان يتمتع به وهو بمثابة تحمل مسؤولية ما تسبب به من أخطاء والعمل على دفع الثمن بمقدار ذلك الخطأ ، ومن الأمثلة على ذلك حرمان الطالب الذي شتم زميله من اللعب مع المجموعة الأولى الذي اعتاد اللعب معها وتأجيل مشاركته إلى المجموعة الثالثة ومن ذلك أيضا إلغاء مشاركة الطالب المخالف في قيادة البرنامج الإذاعي الذي اعتاد على قيادته ، وقد يلجا المعلم إلى استخدام هذه الإستراتيجية مع الطالب الذي يكثر من الإجابة دون استئذان فلا يؤخذ بإجابته ولا يعزز عليها بل لا يتم اختياره لفترة من الوقت ، وقد تشبه هذه الإستراتيجية في بعض إجراءاتها إستراتيجية التصحيح الزائد والإطفاء .
13- القدوة الحسنة /النمذجة : وهي إستراتيجية نبوية طاهرة قائمة على المحاكاة الايجابية لأنواع السلوك ، فالتعليم بالقدوة أنجح أساليب التعليم ، والرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يعلّم صحابته بالقدوة ( صلوا كما رأيتموني أصلي ). وفي القدوة الحسنة يستطيع المعلم تعديل سلوك طلبته دون تحقيرهم والتقليل من شأنهم ، فيكفي من المعلم /ة أن يلتقط ورقة ويضعها في سلة المهملات ليبعث في طلبته اتجاه المحافظة على نظافة الغرفة الصفية ، ويكفي من المعلم أن يطرق الباب إيذانا بدخول الغرفة الصفية تعزيزا لاتجاه الاستئذان ، وهكذا بالنسبة لكثير من السلوكات.
د.احمد عايش/عن كتاب قيد التاليف "ادارة المشكلات الصفية "
أساليب تعديل السلوك( بدائل العقاب البدني )
يرتبط ظهور سلوك ما بدافع قوي يدفع إلى ممارسة هذا السلوك ويخدم وظيفة أو عدة وظائف لمن سلكه ؛ والسلوك الجيد هو المقبول على صعيد الفرد أو الجماعة ، وأما السلوك السيئ فهو المرفوض على الصعيد نفسه ، ومن هنا تظهر الحاجة إلى تعديل السلوك إن كان من وجهة نظر الشاهد عليه مرفوضا ، وقد يكون الشاهد على السلوك معلما أو والدا أو شرطيا أو حتى عابر سبيل ؛ فتختلف ردة فعل الشاهد من حيث الحدة في مواجهة السلوك المرفوض أو الخاطئ ، والبدائل التالية هي بمثابة حلول تربوية دبلوماسية لمشكلات سلوكية اعتاد الناس على مواجهتها بأساليب عقابية تنال من إنسانية الإنسان دون أن يراوح السلوك مكانه ؛ بل يمكن لهذا السلوك أن يأخذ مسارا غير مألوف وخطير نتيجة للطريقة الخاطئة في التعامل معه ، فقد نمارس عقوبة الضرب المبرح على طالب نسي قلمه ، فيلجا هذا الطالب إلى سرقة قلم زميله هروبا من العقاب ، حينها ندرك( أو يجب أن ندرك ) أننا قدّمنا للمجتمع مشروع لِصّ محترف تلقّى تدريبه الأولي على السرقة في المدرسة ! ، وقد نعاقب طفلا على تبسمه في الحصة فيأبى الذهاب إلى المدرسة في اليوم التالي بما يسوقه لذويه من مبررات ( كالمرض) فنكون قد ساهمنا بتسرب طفل من المدرسة وألقينا به في الشارع لينضم إلى قائمة المشرّدين في طفولتهم ، والعاطلين عن العمل في كبرهم، والعالة على المجتمع في شيخوختهم.
الاستراتيجيات التالية تمثل بدائل تربوية للتعامل مع كل ما يمكن أن يصدر من سلوكات خاطئة ، حدة السلوك ودرجة تكراره ومكانه وزمانه والظروف المحيطة به ودرجة تأثيره، تمثل مع غيرها معايير واعتبارات تؤخذ بعين الاعتبار في مواجهة السلوك بالإستراتيجية المناسبة .
1- الإطفـاء : وتقوم فكرة الإطفاء على التعزيز ؛ فالسلوك الذي يعزز يكون قابلا للتكرار ، وأما السلوك الذي لم يتبع بالتعزيز فتقل درجة ظهوره ويختفي ؛ وهي قائمة على الامتناع عن تقديم أي تعزيز للسلوك السلبي ؛ والإطفاء إجراء تربوي لتقليل السلوك غير المرغوب. ومن المهم في الإطفاء تضمينه بعض التعليمات كأن توجه كلاما للطلبة في كل مرة تحافظون فيها على النظام نخرج في جولة حول المدرسة/ في كل مرة تأتون فيها مبكرين إلى المدرسة اقلل من الواجبات البيتية المعطاة لكم . والإطفاء كذلك يقوم على تجاهل الفعل السلوكي وكأنه غير موجود، ويستخدم هذا الأسلوب في تعديل السلوك السيئ لدى الطفل، كتعوده على الصراخ حين يطلب من أمه شيئاً، فحين تجيب طلبه فهي تعزز هذا السلوك فيستمر بممارسته، وحين تتجاهله يزول الربط لديه بين المثير والسلوك، فيشعر أن الصراخ لن يفيده فيكُفّ عنه.
2- التشكيـل : ويقصد بالتشكيل اللجوء إلى تعليم سلوكات جديدة مرغوبة غير موجودة أصلا، أو أنها ذات صلة بسلوك ظهر الآن ويقترب بشكله ودافعه من السلوك المراد تشكيله ،
على أن يتم دعم السلوك الجديد بالتعزيز المادي أو المعنوي من اجل المحافظة على استمراريته.
والاستخدام الفعال للتشكيل يتطلب التدرج في تشكيل السلوك إلى أن نصل إلى السلوك النهائي المرغوب. ومن الأمثلة على ذلك المشاركة في الأنشطة الصفية حيث يستوجب الانتقال تدريجياً وبشكل منظم من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر إلى أن يتم الوصول إلى السلوك النهائي وهو الإقبال على المشاركة في الأنشطة الصفية باستمرار حيث يتم تعزيز أي مبادرة من الطالب تدل على المشاركة مهما كانت بسيطة . ومن ذلك التعامل مع ضعف الشخصية لدى بعض الطلاب حيث يتم تكليفه بمهمات صغيرة ينال عليها التعزيز، كان يرتب طاولة العمل ثم يوزع بعض الأدوات على زملائه ثم يخرج لإحضار ممحاة للسبورة من الصف المجاور ، وهكذا يتم تعزيزه في كل مرة إلى أن نصل به إلى السلوك النهائي وهو القدرة على مواجهة الآخرين والانخراط في مجتمعه الطفو لي المحيط .
3- الإشباع: يعتمد أسلوب الإشباع على تقديم المعززات المرتبط بالسلوك المراد تعديله بطريقة متواصلة مستمرة لفترة زمنية محددة إلى أن يتم الكف عن ممارسة السلوك ، ويعني ذلك أن تشبع حاجة الفرد في ممارسة السلوك غير المرغوب فيه حتى يمل ويكره الشيء الذي أحب ممارسته ، ومن الأمثلة على ذلك النظر عبر النافذة أثناء تنفيذ الموقف التعليمي التعلمي ، فيتم السماح للتلميذ بالوقوف والاقتراب من النافذة والنظر من خلالها لفترة محددة حتى يتوقف التلميذ عن ذلك ، أو أن يطلب من احدهم الاستمرار في الطرق على مقعده حتى يكون مكروهاً ومزعجاً له، فيقلع عنه أو يقلل منه ويتوقف لوحده، ومن ذلك رغبة احد الطلاب في الاستحواذ على الكرة في حصة الرياضة فيعْمَد المعلم إلى إيقاف اللعب وإعطاء الكرة للطالب المستحوذ حتى يلعب وحدهن فيستمر باللعب وحده ثم يتوقف ويطلب من المعلم إدخال بقية زملائه للّعب معهم .
4- التنفير: يعتمد هذا البديل على الاشراط المضاد ، حيث يتم الربط بين السلوك المراد تعديله وبين منفّر يَظْهَر بظهور السلوك غير المرغوب ، فيؤدي ذلك إلى ترك الاستجابة للسلوك الخاطئ ، ومن الأمثلة على ذلك التعامل مع طالب لم يحضر قلما فيعطى قلما غير صالح للكتابة أو انه صعب البَرْي ، ومن ذلك نقل الطالب من مكانه نتيجة تحدثه مع زميله ومن ذلك كتابة اسم الطالب المخالف على لوحة خاصة لحظة قيامه بالسلوك الخاطئ.
5- توفير المهمات المتنافرة: يعتمد هذا الأسلوب على مواجهة السلوك السلبي بآخر ايجابي يفوقه قوة ويختلف عنه ، ومن ذلك تكليف الطالب الذي يعبث بأدواته أثناء الشرح بالإجابة على سؤال ما ، أو تكليف الطلبة بواجب إضافي أثناء قيام المعلم بمهمة متابعة حلول الطلاب لمسائل معينة .
6- تغيير منبهات السلوك : ومنبهات السلوك هي جملة المتغيرات التي تؤدي إلى ظهوره ، ويتوقف توظيف هذا الأسلوب على الإحاطة بتلك المنبهات وضبطها ، فوجود قارورة المياه أمام الطالب تشجعه على الشرب منها ومناولتها لغيره من الطلبة فتعمّ الفوضى ، ووجود الأدوات والقرطاسية أمام الطلبة في حصة الرياضيات يدفعهم إلى العبث بها وتشتت انتباههم، ووجود جهاز المعلم الخلوي على طاولة العمل يدفع الطلبة إلى المقارنة بين أجهزة ذويهم الخلوية وجهاز معلمهم فيكثر الحديث الجانبي ؛ فان ابعد المعلم كل تلك المنبهات حاز على صف منضبط وإلا عمّت الفوضى المكان ؛ فحذف المثير يعني حذف الاستجابة .
7- التصحيح الزائد: وتشير هذه الإستراتيجية كبديل للعقاب إلى إحلال السلوك الايجابي محل السلوك السلبي وصولا إلى السلوك المثالي أو وصولا إلى إعادة الوضع إلى أحسن مما كان عليه ،ومن الأمثلة على ذلك قيام احدهم بإلقاء النفايات بالقرب من سلة المهملات فيطلب منه جمع النفايات كلها ووضعها في السلة ، ومن ذلك إلزام من أخطأ في كتابة كلمة إملائية بكتابتها عدة مرات بشكل صحيح .
8- التلقين والإخفاء: تمثل إستراتيجية التلقين والإخفاء إجراءا مباشرا ولحظيا في مواجهة سلوك ما، وتستمر عملية التلقين ثم الإخفاء إلى أن يتم الوصول إلى ممارسة السلوك الايجابي بشكل تلقائي من جانب المتعلم ، والتلقين إما أن يكون لفظيا كتلقين الطفل وتعليمه بعض العبارات الايجابية كقوله شكرا أو لو سمحت أو تفضل وقد يكون بالإيماء كإشارة باليد أو بالاقتراب. وأما الإخفاء فيكون من خلال الانتقال من مرحلة التلقين إلى مرحلة يقل فيها استخدام اليد أو اللسان في الإشارة إلى السلوك المستهدف، وتستبدل بالإشارة بالإصبع، ويستبدل الصوت المرتفع بالصوت المنخفض، ويتم اللجوء إلى لغة العيون وقسمات الوجه في التعبير عن الرضا أو الغضب من السلوك فيعتاد بذلك الفرد ممارسة السلوك الحسن تلقائياً كان يقول في كل مرة يريد فيها أن يطلب شيئا : لو سمحت .
9- التعاقد السلوكي: تمثل هذه الإستراتيجية عقدا أو اتفاقية مشروطة وموثقة بين المعلم وطلبته وتظهر في بنودها الاستجابات المطلوبة كما تظهر المعززات المناسبة التي يضعها المعلم بالاتفاق مع طلبته، وقد تكون الاتفاقية غير مكتوبة ؛على أن تكون السلوكات أو الاستجابات معقولة وكذلك المعززات ، وان تتبع السلوك المستهدف مباشرة ، ومن السلوكات التي تعالج بهذه الإستراتيجية : التخريب المتعمد للأثاث المدرسي أو البيئة الصفية المادية،التأخر ، التغيب، عدم أداء الواجبات ...... .
10- مبدأ بريماك Bremack/ قانون الجدة : قانون بريماك أو قانون الجدة من الأساليب السهلة التي يكثر الآباء من اللجوء إليها، وقد يلجا إليها المعلم في التعامل مع طلبته ، وتقوم فكرة هذا القانون على ربط المثير بالاستجابة ، فان جلس الطفل هادئا أخذته أمه معها إلى السوق ، وان جاء التلاميذ مبكرين حظوا بحصة العاب من المعلم. وقانون بريماك مرتبط بما يطلبه التلاميذ من معلمهم أو الأطفال من أمهاتهم ، فان طلب التلاميذ من معلمهم الخروج إلى الساحة لاستنشاق الهواء ؛ قال لهم نحفظ الأنشودة أولا ثم اخرج بكم، وان طلب الطفل من أمه أن يشاهد" طيور الجنّة " قالت له : رتب سريرك أولا ثم ادعك تشاهد ما تريد.
11- التعزيز السلبي : واستراتيجية اتعزيز السلبي قريبة في فكرتها من قانون الجدة أو مبدأ بريمكاك وهو على النقيض من العقاب بل لا يمت للعقاب بصلة وان اختلط الأمر على الكثيرين ويكفي للتفريق بين العقاب و التعزيز السلبي أن الأول يترك أثرا قد يعصف بشخصية المعاقََب وربما المعاقِب على ما الحق من أذى بالمعاقب . ولعل من العقاب ما يكون بدنيا أو نفسيا كالاستهزاء والاحتقار أما في التعزيز السلبي فلا يكون إلا أن يحل السلوك الايجابي محل السلوك السلبي دون تعنيف أو تهديد أو تحقير . ومن أمثلة التعزيز السلبي أن ينقل طالب يكثر من التحدث مع من بجواره من مكانه في مقدمة الصف إلى مقعد في الصفوف المتأخرة من الصف ، ومن الأمثلة أيضا حرمان الطالب من المشاركة في لجنة صفية نتيجة مخالفته نظام اللجنة . ومن المفيد أن نعيد الطالب إلى مكانه في الوقت الذي نرى فيه تعديل سلوكه، وان نعيد الآخر إلى لجنته إذا لاحظنا التزامه بالنظام خلال فترات محددة.
12- تكلفة الاستجابة: وهي إستراتيجية قائمة على فكرة سحب ما كان يتمتع به الشخص المخالف من امتيازات (معززات ) أو بعض مما كان يتمتع به وهو بمثابة تحمل مسؤولية ما تسبب به من أخطاء والعمل على دفع الثمن بمقدار ذلك الخطأ ، ومن الأمثلة على ذلك حرمان الطالب الذي شتم زميله من اللعب مع المجموعة الأولى الذي اعتاد اللعب معها وتأجيل مشاركته إلى المجموعة الثالثة ومن ذلك أيضا إلغاء مشاركة الطالب المخالف في قيادة البرنامج الإذاعي الذي اعتاد على قيادته ، وقد يلجا المعلم إلى استخدام هذه الإستراتيجية مع الطالب الذي يكثر من الإجابة دون استئذان فلا يؤخذ بإجابته ولا يعزز عليها بل لا يتم اختياره لفترة من الوقت ، وقد تشبه هذه الإستراتيجية في بعض إجراءاتها إستراتيجية التصحيح الزائد والإطفاء .
13- القدوة الحسنة /النمذجة : وهي إستراتيجية نبوية طاهرة قائمة على المحاكاة الايجابية لأنواع السلوك ، فالتعليم بالقدوة أنجح أساليب التعليم ، والرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يعلّم صحابته بالقدوة ( صلوا كما رأيتموني أصلي ). وفي القدوة الحسنة يستطيع المعلم تعديل سلوك طلبته دون تحقيرهم والتقليل من شأنهم ، فيكفي من المعلم /ة أن يلتقط ورقة ويضعها في سلة المهملات ليبعث في طلبته اتجاه المحافظة على نظافة الغرفة الصفية ، ويكفي من المعلم أن يطرق الباب إيذانا بدخول الغرفة الصفية تعزيزا لاتجاه الاستئذان ، وهكذا بالنسبة لكثير من السلوكات.
د.احمد عايش/عن كتاب قيد التاليف "ادارة المشكلات الصفية "